في الهند، ارتداء الحجاب سبب لمنع الطالبات من دخول الصفوف الدراسية
في جنوبي الهند في ولاية كارناتاكا تُمنع الطالبات اللواتي تلبسن الحجاب من حضور الفصول الدراسية في بعض المدارس مما دعا الطلاب الممنوعين إلى الاحتجاج لأسابيع.
في الشهر الماضي مُنعت الطالبات من دخول فصولهن الدراسية و طُلب منهم عدم ارتداء الحجاب؛ الأمر الذي دفع الطالبات إلى التجمع خارج المدرسة المخصصة للاناث.
بدأت الطالبات بالاحتجاج خارج المدرسة و جلسوا في مجموعة يقرؤون دروسهم إلا أن موظفوا المدرسة الذين قالوا إن الطالبات يتحدون قواعد الزي الرسمي بقوا غير متأثرين.
بعد مرور شهر، بدأت المزيد من المدارس تطبيق حظر ارتداء الحجاب مما أجبر المحكمة العليا في الولاية التدخل حيث ستستمع لألتماسات الطالبات يوم الثلاثاء وتحكم فيما إذا كان سيتم إلغاء الحظر.
" ما نشهده هو شكل من أشكال الفصل العنصري الديني؛ المرسوم الذي يتم تطبيقه تمييزي و يؤثر بشكل غير مناسب على المسلمات" قالت ألماس وهي طالبة تبلغ من العمر 18 عاماً شاركت في الاحتجاجات.
حتى الآن، فشلت عدة اجتماعات بين ممثلين عن حكومة و الطالبات المحتجات في إيجاد حل للمشكلة.
و رفض وزير التعليم في الولاية المذكورة أعلاه رفع الحظر عن دخول الطالبات المحجبات؛ حيث صرح للصحفيين " بإمكان من يرفض الإلتزام بقواعد الزي البحث عن خيارات أُخرى".
و خرج المئات من آباء الطالبات المحظور دخولهن- إلى الشوارع يوم الاثنين احتجاجاً على القيود المفروضة؛ مطالبين بالسماح بحضور الطالبات لفصولهم الدراسية حتى لو كان يرتدين الحجاب.
في الهند يشكل المسلمون ما يقارب 14٪ من سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. و قد أعرب بعض النشطاء الحقوقين عن مخاوفهم بأن المرسوم قد يسهم بإثارة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
هذا وقد تصاعد خطاب الكراهية و العنف ضد المسلمين في ظل حكومة الحزب القومي الهندوسي الذي يتزعمه رئيس الوزراء مودي.
"إفراد الحجاب بالنقد هو أمر غير عادل وتمييزي. قالت زكية سومان وهي مؤسسة لمجموعة النساء المسلمات ، بهاراتيا المسلمة ماهيلا أندولان مضيفةً "إن أولئك الذين يعارضون الحجاب ينتقدون العلمانية بشكل رسمي لاعتناقهم العلني للأغلبية".
وقالت أفرين فاطمة ، ناشطة طلابية مقيمة في نيودلهي "ما نراه هو محاولة لإخفاء المرأة المسلمة وإخراجها من الأماكن العامة". وقالت إن الحظر هو تتويج لمناخ متزايد من الكراهية ضد المسلمين"
خلال الأسبوع الماضي ، بدأ بعض الطلاب الهندوس في الولاية في ارتداء شالات ترمز للجماعات القومية الهندوسية. كما رددوا المديح للآلهة الهندوسية أثناء احتجاجهم على اختيار الفتيات المسلمات لغطاء الرأس ، مما يدل على الانقسامات الدينية المتزايدة في الهند والتوترات الحاصلة بين الأغلبية الهندوسية في البلاد والأقلية المسلمة الكبيرة.
ودفعت الأحداث حكومة الولاية إلى حظر الملابس التي قالت إنها "تخل بالمساواة والنظام العام" و لجئت بعض المدارس الثانوية إلى إعلان عطلة لتجنب الاضطرابات المجتمعية.
ويوم الإثنين سمحت بعض المدارس لطلابها المسلمين بحضور الفصل وهم يرتدون الحجاب لكنها أجبرتهم على الحضور في فصول منفصلة. وتعرضت هذه الخطوة لانتقادات شديدة ، حيث قال الطلاب المسلمون أن الموظفين قاموا بفصلهم على أساس العقيدة.
وقالت ألماس: "إنه أمر مهين. إلى متى سنقبل أن المواطنين يمكن وصمهم بسبب دينهم؟"
تمت الترجمة من Independent
Comments
Post a Comment